رساله الي اخي في الله ....
أخي الحبيب ...
ما أكثر الأشياء التي كنت اتمنى أن أقولها لك، و ما أكثر المشاعر التي أحببت أن ابثها لك، و لكني عندما أردت أن أكتب هذه الرسالة، وجدتني عاجزا لا أستطيع كتابة شيء، و ظلت جملة واحدة تتردد على لساني، لا أدري لماذا؟ ، و لكنها لازمتني فمنعتني عن التفكير، شلت قلمي، و أقعدت لساني، إلا عنها ، فهاهو لساني يرددها :
لو كنت تعلم كم أحبك يا أخي لرأيت قتلي أن تكون بعيدا
و هاهو صداها ينبعث في قلبي في صوت عذب رخيم، فيرقص طربا عند صدرها و يذوب كمدا عند عجزها.
أخي الحبيب ...
شكرا ... شكرا لك من كل قلبي على ما وهبتني، فأنت و الله يا أخي كما قال فيك جل من قائل نعمة مرسلة ، قال تعالى :
" فأصبحتم بنعمته إخوانا "
فشكرا لك يا أخي على تلك الابتسامة اللطيفة التي تشق بجمال نورها ظلام قلبي ، فتمسح ما به من هموم و أحزان. و شكرا لك على تلك اللمسة الحانية التي تفجر في قلبي ينبوعا من الأمل في هذه الحياة الصعبة القاسية، شكرا يا أخي لأنك رضيت لسفينة قلبي الحائرة أن ترمي مرساتها على شاطئك بعد أن رفضتها أو رفضت كل الشواطئ.
أخي الحبيب ...
أعيش هذه الأيام لحظات جميلة، لا يكدرها إلا التفكير بمستقبل مجهول، و ما أخاف بعد هذا الصباح الإ من ليل يطول، فإن حل ليل الوداع أو الفراق فاعلم أن هناك قلبا محبا سيقضي الكثير من الليالي مصليا حتى يكون فؤاده كأفدة الطير فيدخل الجنة حتى يرى وعد الله هناك في الجنة حيث لا وداع و لا فراق إن شاء الله ، قال تعالى :
" إن المتقين في جنات و عيون ، ادخلوها بسلام آمنين ، و نزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ، لا يمسهم فيها نصب و ما هم منها بمخرجين "